المشكلات الزواجية وتأثيرها على الصحة النفسية للأزواج
مع مرور الأيام تزداد نسب الانفصال والطلاق بين الأزواج بشكل كبير ، الأمر الذى ينذر بخطر شديد على نواة المجتمع الأساسية وهى الأسرة . وأجمعت بحوث الطلاق ودراساته أن أسبابه تتباين بين أسباب شرعية وقانونية , وعاطفية وجدانية، وأسباب إجتماعية ثقافية ,مرورًا بالأسباب الاقتصادية ، والدينية والخلقية ، وصولًا إلى الأسباب الصحية والجنسية ، والأسباب الشخصية والنفسية . وأوضح أيضًا أن الطلاق لا يحدث فجأة وإنما له مقدمات ونُذر وأسباب تنبئ- فى الغالب الأعم- بقرب وقوعه وحدوثه ، من أبرزها ما ذكره علماء النفس الإرشاديون والعياديون ، من قبيل النكد الدائم ، وتوجيه سهام النقد اللاذع باستمرار بين الزوجين ، والعداوة ،والصراع ، والتفكير فى الانتقام ، وخلو العلاقة الزواجية من الحب الحميمى ومن المودة والرحمة ، وحدوث كثير من أعراض الكدر الزواجى ، وسوء التوافق الزواجى ، والشقاء والتعاسة الزواجية ، والخيانة وتغيير الدين, الأمر الذى يفضى - إذا استمر هذا الزواج البائس- إلى الاختلالات الزواجية (صفاء إسماعيل ،2008)
وعلى الرغم من أن النزاعات الزواجية أمر لا مفر منه بين الزوجين، ومعروف أن اهتمامات الرجال والنساء دائما لا تكون متشابهة ، لكن حدة تلك النزاعات تؤدى إلى تدهور الحالة الصحية والنفسية لكلا الزوجين . كما ترتبط الصراعات بشكل إيجابى مع الأوضاع النفسية السيئة ونمط حياة غير مستقر مع عديد من الاضطرابات النفسية ،كالاكتئاب ، واضطرابات القلق واضطرابات العجز الجنسى ، والمشاكل الصحية الجسدية مثل ارتفاع ضغط الدم ، والألم المزمن وأمراض القلب، ويمكن لتلك المشكلات فى العلاقة أن تؤدي أدواراً سببية فى تطور واستمرار الاضطراب النفسى لدى الفرد . وكما أن اضطراب الفرد - بدوره – يمكن أن يصبح ضاغطا رئيسياُ يربك قدرات الأزواج والزوجات على مواجهة حاجات كل منهما الآخر فى إطار علاقتهما. كما تؤثر أيضا على المناخ العائلى، وتشكل خطرا على الصحة النفسية للأطفال مما يؤدى إلى السلوكيات المعادية للمجتمع في مرحلة البلوغ
ويأخذ الصراع الزواجى أشكالًا متعددة مثل الصراع الظاهرى، والصراع الخفى غير الظاهر ، والصراع المألوف العادى ، والصراع المزمن الحاد، وهو يحدث عندما لا تحل الصعوبات الزواجية وتترك كل مشكلة دون حل. وقد تكون بعض أنواع الصراعات ملازمة للزواج ، إلا أنه قد تختلف من دورة إلى أخرى من دورات الحياة الأسرية، وتكون على درجات متغيرة من النضج العاطفى والنضج الأسرى.
وتمر المشكلات الزواجية بمستويات بداية من الصراع الزواجى الذى يعرف بأنه مستويات عالية من الخلاف أو عدم التفاهم، والتفاعلات العدائية والضاغطة بين الأزواج ،وعدم الإحترام والإساءه اللفظية. ثم الكدر الزواجى الذى ﻴتسم ﺒﺎلتواصل السلبى أو المشوه أو ﻋــدم التخاطب ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴل المثال اﻻﻨﺴــﺤﺎب والتجنب وقد يرتبط ﺒﺎﻀــطراب إﻜﻠﻴﻨﻴﻜــﻲ ﻤﻠﺤــوظ ﻓــﻲ الوظﻴﻔــﺔ النفسية للفرد أو العلاﻗــﺔ الزواجية.وصولا الى الاختلالات الزواجية وهى المرحلة الاخيرة التى يصعب فيها الاستمرار فى الزواج ومن ثم إما ينتهى الزواج بالانفصال العاطفى او الى الطلاق الفعلى.
نورهان عبد الرحمن
معالج زواجى ونفسى
باحثة دكتوراة فى العلاج الزواجي