بعض أنماط الشخصية المؤدية إلى الاختلالات الزواجية

بعض أنماط الشخصية المؤدية إلى الاختلالات الزواجية

15 December 2020

بقلم

د.نورهان عبد الرحمن

معالج زواجى ونفسى

باحثة دكتوراة فى العلاج الزواجي

إفترض(Holman) أن النزاعات تنشأ بناءاً على الأسلوب الذى يستخدمه الشخص في حالات النزاع بين الزوجين ، وذلك يعتمد على مؤشرات جودة العلاقة مثل الارتياح والاستقرار وعمليات الاتصال الايجابى،كما أوضح نوعين من أنماط الصراعات التقلب والتجنب ، وهذا ما يثبت صحة أفتراض أن أنماط الأزواج ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالانفصال العاطفى والاختلالات الزواجية.

السلبية الزائدة: يصدر من الأزواج المكتئبين تصريحات أكثر سلبية وأقل إيجابية ، وبالطبع يرتفع معدل السلوكيات السلبية أثناء حل المشكلات.وتؤثر المعاملة بالمثل سلبياً وهى سمة ثابتة توجه تعاملات الزوجين المكتئبين، ويُنظر إليها على أنها أفضل توقع للخلاف بين الزوجين.وارتفاع معدلات التواصل والسلوك والتبادل السلبى وأنماط من التصعيدات، تؤدى إلى سلسلة مطولة من السلوك السلبى خلال نوبات صراع الأزواج المكتئبين؛ لأن إخفاء السلوك السلبى من قبل الأزواج المختلفين أمر ليس سهلا ، والارتفاع الملحوظ فى معدل السلبية يفيد بشكل خاص كمؤشر لإمكانيه حدوث خلاف زواجي.

عدم القدرة على الإصلاح:عند محاولة الأزواج المختلفين إصلاح مشكلة التفاعلات التى غالبًا ما تشارك  فى توصيل التأثيرات السلبية(كالتهيج والحزن) ،للأسف فإنها تزيد من إمكانية الاستقبال السلبى من قِبل الزوج الآخر ، وبالتالي يستمر التفاعل السلبي وربما تصعيده. ونتيجة نمط التفاعل تكون صارمة ويمكن التنبؤ بها ، ونتيجة لذلك فإن الأزواج المختلفين يجدون صعوبة فى الخروج من دورة التبادل السلبى إلا من خلال الانسحاب ، مما يشير إلى أن عجزهما عن إصلاح التفاعلات السلبية يعتبر وسيلة أخرى كمؤشر لإمكانية حدوث خلاف زواجي.

انخفاض التسامح والتوافق:ويشارك جميع الأزواج في سلوك مؤلم اتجاه الآخر ،ومع ذلك؛ يقلل من التزام كل شريك باحتمال استيعاب السلوك السلبى اتجاه الآخر ،وكذلك عدم التسامح. وبناءً على ذلك ربما يكون ارتفاع مؤشرات مستوى التسامح والتوافق مفيدًا للصراع الزواجي لأن التسامح يقلل من الميل إلى الانخراط فى السلوك العدوانى اللفظى اتجاه الآخر. وهذا يعد واحدًا من أهم العوامل المساهمة فى طول العمروالرضا الزواجي .

الانسحاب: نمط آخر يستخدمه الأزواج فى التعامل مع المشكلات الصعبة أو استجابة لسلوك الشريك السلبى وهو تجنب التفاعل معه. وأظهرت دراسات التواصل الزواجى أن هناك أفعالاً تشير إلى الانسحاب كعدم الرد وتقديم تعليقات ليس لها صلة بالحديث وهى أكثر شيوعًا بين الرجال عن النساء. وقد وجد "روبرتس وكروكوف" أن انسحاب الرجل يتبعه عدائية المرأة.

ارتفاع مستوى العنف: يستعمل الـعنف ليشير إلى العدوان الداخلى ، فهو سلوك يتسم بالقسوة والشدة والإكراه ، لكنه يكون بصورة ظاهرية, وقد اتسع مدلول العنف ليشمل بالإضافة إلى القوة المــادية والآثار النفسية فعل الإيذاء ، والذي قد يمتد إلى المساس بكرامة الإنسان وحريته وحقه في الوجود.

ومن بين الأزواج المتكدرين الذين لجأوا للعلاج الزواجى عام 1991 تصل نسبة من يعانون من العنف من الطرف الآخر من 70:60% ، وهذا يشير إلى ارتباط العنف بالاختلالات الزواجية أو على الأقل سوف يكون عاملاً معقداً فى الحاضر بين الأزواج المتكدرين( (Fincham&Beach,2006