دور الاختلالات الزواجية فى تشكيل الأداء المدرسي للأبناء

بقلم

د.نورهان عبد الرحمن

معالج زواجى ونفسى

باحثة دكتوراة فى العلاج الزواجي

تعد سلامة البناء الأسرى شرطا أساسيا لنجاح عمليه التنشئة الاجتماعية وتحقيق أغراضها، فقد أثبتت الدراسات المنشورة أن الأسرة المتصدعة التى تسودها الخلافات الشديدة بين الوالدين والكراهية والتشاحن والاقتتال بينهما غالبا ماتؤثر سلبا فى سلوك أبنائهم وتدفعهم إلى الانحراف والجنوح .وعليه يفترض بأن الوضع القائم داخل الأسرة يؤثر إلى حد كبير على سلوك الطفل ونظرته إلى الآخرين خاصة وأنه في هذه المرحلة المبكرة يقضي معظم وقته في الصف الدراسي ومن ثم لا يستبعد أن يتأثر ميله الدراسي بظروف الوسط الأسري وطبيعة العلاقات فيه. ويصبح التعليم ذا دلالة بالنسبة للطفل بقدر ما يتأكد من رضا واهتمام والديه بعمله. 

فوفقا لنظرية التعلم الاجتماعى لباندورا إن الطفل يتعلم السلوكيات والمواقف من خلال المشاهدة والخبرة غير المباشرة والتقليد ، وفى غضون هذه السياقات الاجتماعية يمتلك الطفل خبرة واضحة مع الصراع الوالدى من خلال علاقته بالوالدين . حيث تبين طبقا لعملية النمذجة الاجتماعية عادة ينسخ الطفل سلوكيات والديه ليجعلها نمطاً لسلوكه النزاعى فعندما تجد الطفل يتعامل بعنف او عصبية فى حل مشكلاته فأبحث عن مصدر ذلك فى الاسرة.

وحسب دراسة قام بها " Watarz " توصل إلى أن الأطفال غير المرتبطين عاطفيا بأسرهم يتسمون بالانسحاب والانطواء في المدرسة، كما أنهم يترددون أثناء القيام بأعمال ونشاطات مدرسية مع بقية الأطفال كذلك يتسمون بعدم الاهتمام بالتعلم وحب الاستطلاع.

  وقد توصل "Paal" إلى أن الذين يعانون من صعوبات في القراءة يتسمون بالحرمان العاطفي، فلقد تميز هؤلاء الأطفال على سبيل المثال، بعدم القدرة على التركيز والانتباه ووصفوا بغير المتفوقين دراسيا، بينما لم يظهر المتفوقون دراسيا مثل هذه المشاكل، كما يرى أن هذه المشاكل قد تؤدي بالطفل إلى ضعف ثقته بنفسه ويؤدي هذا بدوره إلى رفض المعلمين له

  لذا فغالبا ما تكون نتائج التحصيل الدراسي التي يحصل عليها الطلبة مؤشرا مهماً يعطينا صورة سلبية أو إيجابية عن طبيعة البيئة المؤثرة في تحصيلهم الدراسي بشكل مباشر. وعلى الرغم من تعدد المناخات والظروف والمؤثرات الإجتماعيه على التحصيل الدراسى للأبناء إلا أن أهمها وأكثرها تأثيراً هو المناخ الاسرى.