دور الأسرة والمدرسة في الحد من الاضطراب النفسي للأبناء

دور الأسرة والمدرسة في الحد من الاضطراب النفسي للأبناء

18 March 2021

بقلم

د. أحمد عمرو عبد الله

دكتوراه في علم النفس الاكلينيكي

أشارت أغلب البحوث إلى أن أفضل فعالية للعلاج تتحقق عندما يكون المريض وأسرته أو الأصدقاء المقربين والمدرسة جزء من الفريق العلاجي. وفي حالة وجود مشكلة خطيرة تتعلق بالصحة النفسية، فإن مشاركة الأسر والمدرسة في العلاج تقلل باستمرار من معدلات الانتكاس وتساعد كثيرا على التعافي. فقد تصبح الأسرة والمدرسة عامل أساسي في تطور المشكلة، وهنا يقع دورها في شكلين، الشكل الأول في تعديل أسلوب التنشئة وطريقة التفاعل التي تسببت في تطور المرض فيما مضى من خلال جلسات إرشادية تخصص لها ، والشكل الآخر يتمثل في دورها كشريك أساسي لمتابعة المريض وملاحظته والمشاركة في التقييم النفسي بل وتنفيذ ما يطلب منها أثناء البرنامج العلاجي للمريض. فيحتاج المعالجين إلى النظر في احتياجات الأسرة والجهة التعليمية سواء كانت مدرسة أو جامعة لتحديد دورها في رعاية المريض النفسي، فالأمر لن يتوقف عند الرغبة في التطوع ولكن يشترط أن أن يتطلب هذا التطوع خبرة وتدريب من قبل المعالجين بأعتبار الأسرة أو المدرسة شريك أساسي في العلاج. ومما لاشك فيه أن الأسرة والمدرسة من أهم مصادر الدعم الاجتماعي، والذي يعد بدوره أحد عوامل الوقاية من الكرب النفسي والإصابة بالاكتئاب. فقد  تقدم الأسرة مساندة متكاملة للمرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية التي تتراوح بين القلق والاكتئاب إلى اضطرابات الأكل واضطراب الكرب ما بعد الصدمة، بل واضطرابات الطفولة كالتبول اللا إرادي والتوحد وفرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب المسلك والعناد. وقد تتمثل هذه المساندة في الحب، والتعاطف، والتشجيع الذي قد يكون لهم أثر سحري للمرضى،  فبعضهم بحاجة إلى أن يشعروا أنهم  ليسوا وحدهم، ولكن قد تتخذ المساندة أشكالا مختلفة. فقد يحتاج بعض المرضى إلى مساعدة في رعاية أطفالهم أثناء جلسات العلاج سواء الداخلي أو الخارجي. ولا ينبغي التقليل من شأن الدور الذي تؤديه المدارس والمدرسين في تعزيز الصحة النفسية الإيجابية لدى الطلاب، فقد يحتاج الطالب أسلوب وطريقة مختلفة في الشرح أو العناية بالأسئلة التي يطرحها الطالب. بالإضافة إلى نشر روح  ايجابية بالقاعة الدراسية تعزز و تبني نقاط القوة لدى الطلاب، مهما كانت صورتهم الأكاديمية، فقد تتحول هذه الأزمات إلى القدرة على الصمود ودافع إلى الانجاز. وقد يساعد كافة الكوادر بالمدرسة أو الجامعة على تفعيل استراتيجيات الاكتشاف المبكر ومن ثم إحالتهم إلى المرشدين النفسيين والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالمدرسة أو الجامعة. فيا كل أستاذ ويا كل أب وأم أن الجزء الاكبر الذي يقضيه الطفل خلال يومه يقع ما بين سياقين أنتم شريكين فيه، هم الأسرة والمدرسة فعليكم أن تكونوا على اطلاع مبكر بأنواع الاضطرابات النفسي، وعليكم أيضاً التعاون مع المعالج في عملية الاكتشاف المبكر وتنفيذ ما يُطلب منكم في الجلسات الإرشادية والعلاجية.