الشعور بالدوخة بين الأسباب العضوية والنفسية

بقلم

د. القاسم موسي

اخصائي طب المخ والأعصاب والطب النفسي

الدّوخة هي الشعور بفقد الاتجاه أو اضطراب الحركة في الفضاء وهي شكوي شائعة طبيًا في مختلف الأعمار وتحدث لأسباب متعددة ، الدوار والإغماء هما أشهر سببين للدوخة ، الإغماء يحدث أحيانا بفعل الجفاف أو تأثير بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم والمدرة للبول، وربما يحدث لسبب اختلال قلبي مثل عدم انتظام ضربات القلب، أو لأسباب باطنية أخري تؤثر علي الدورة الدموية مثل الأنيميا، و قد يحدث الإغماء بسبب القلق وتأثير الضغط النفسي ويشابه نوبات الفزع، وقد يكون مصحوبا باضطراب في الجهاز العصبي التلقائي او العصب الحائر الذي يسبب ارتخاء الأوعية الدموية في الأطراف مخفضا ضغط الدم.

غالبًا ما تسبب اضطرابات القلق الشعور بالدوخة، من بين أعراض أخرى مماثلة. في بعض الأحيان يكون هذا بسبب التغيرات المفاجئة في ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى الشعور بالدوار أو الدوخة. وقد يرى البعض أن العلاقة بين القلق والدوخة معقدة. حيث يعاني بعض الأشخاص من الدوخة بسبب قلقهم، بينما يصاب البعض الآخر بالدوخة ثم يشعرون بالقلق حيال ذلك. قد يعاني بعض الأشخاص، وخاصة الذين يعانون من نوبات هلع أو ذكريات ماضية، من فرط التنفس عندما يشعرون بالقلق. هذا التنفس غير الطبيعي يحرم الدماغ من الأكسجين الذي قد يجعل الشخص يشعر بالدوخة أو حتى الإغماء. قد تؤدي الدوخة أيضًا إلى زيادة القلق، عندما يشعر الشخص بالدوار، فمن الطبيعي أن يقلق على صحته أو يخشى من الإغماء. هذه المخاوف يمكن أن تسبب القلق أو تزيد من حدته.

وقد يحدث مع نوبات الشرود الصرعية، وبعد التشنجات الصرعية.

الدوار يكون بسبب اضطراب في الأذن الداخلية أو عصب الأذن، أو المراكز العصبية المتصلة بجهاز الاتزان، الدوار هو شعور بحركة الجسم او حركة البيئة الخارجية.

العديد من الأمراض العصبية وأمراض القلب والأسباب العضوية المختلفة تؤدي إلى الدوخة أو الإغماء أحيانًا أو حتي مجرد اختلال الحركة واضطراب الاتزان.

تشخيص السبب الفعلي يعتمد على التاريخ المرضي وعلي الفحص الاكلينيكي، وقد يحتاج لتصوير الأذن الداخلية والمخ، أو إجراء تحاليل للدم أو البول أو عمل فحوصات للقلب

حسب التشخيص المحتمل، حتى يمكن وصف العلاج المناسب له.