6 خطوات لتحسين علاقتكم الزواجية بين عشية وضحاها

6 خطوات لتحسين علاقتكم الزواجية بين عشية وضحاها

22 February 2022

بقلم 

د. نورهان عبد الرحمن

معالج زواجى ونفسى - باحثة دكتوراة فى العلاج الزواجى

 

    معظم الناس تنظر إلى الزواج على انه نهاية قصة الحب أو نهاية العلاقة الجميلة، وسوف ينتقلون إلى مرحلة شاقة تحوي في تفاصيلها المسئولية والضغط والتضحية، لكن... هذا ليس صحيحا تماما فكل مرحلة من مراحل حياتنا تتطلب هذه العوامل ولكن بقدر معين، وعوامل أخرى كالشغف والحب والاهتمام. لكن يعتمد ذلك على اختيارك لأسلوب حياتك التي تريدها...

  لذلك كُتب هذا المقال كمحاولة لتحسين العلاقة الزوجية بين الازواج الذين تزوجوا منذ فترة بعيدة وانجرفوا في هذا الشكل السلبي من الزواج، وللأزواج الحديثة الذين بدأوا حياتهم الزوجية، لكي يتجنبوا الدخول في هذه الرحلة برؤية سلبية.

1. لن تستطيع تغيير شريكك .. لكن تستطيع تغيير نفسك:

    يجب أن تبدأ بنفسك فقط لا تنتظر من شريك حياتك التغيير وانت لم تقم بأي خطوة للتغيير. يجب عليك التركيز على اخطاؤك وسلبياتك وافكارك وافعالك فكثير من الازواج الذين يترددوا إلى العيادة لم يكونوا كذلك منذ البداية، لكنهم تغيروا كرد فعل لتعامل شريك الحياة معهم.

   هناك طرقيتين لمحاولة تغيير شريك الحياة إما أن تطلب منه التغيير وهذا عادة لن يجدي نفعًا، أو أنك تبدأ بالتغيير حتى يبدأ كرد فعل إيجابي لأفعالك، كما اصبح رد فعل سلبى لها من قبل.

  عليك أن تعلم ان ذلك قد يبدو محبطا في البداية، لكن إذا اردت فعلا تحسين حياتك يجب ان توجه مجهودك نحو الطريق الصحيح، فكثير يذكروا لي اننا حاولنا مرار وتكرار فى هذه العلاقة دون أدنى فائدة.. لكننى فقط اسأله هل متأكد انك كنت تحاول بالطريقة الصحيحة؟

   دعوني اذكر لكم مثال: تشتكي الزوجة في كثير من الاحيان بأن زوجها قليل الكلام معها ولا يخبرها شيئا عن نفسه أو عمله، لكن هل لاحظت الزوجة عندما كان يتحدث من قبل كيف كان رد فعلها؟ هل كانت تهتم، أم كانت تنتقد، أو تنفعل، أو تلقي عليه اللوم؟ وسنفترض أن هذه منذ البداية طبيعة الزوج إذا ماذا بادرت الزوجة لتغيير ذلك هل حاولت طمئنته، أو مساعدته على التعبير، أو تشجيعه ودعمه ومدحه دائما؟

    كذلك دائما يأتي الزوج بمشكلة أن زوجته لا تريد العلاقة الحميمة وكثيرة الأعذار، إذا هل سأل الزوج نفسه ماذا عليه أن يفعل لمعرفة السبب وتغيير ذلك هل كانت كذلك منذ البداية؟ أم هناك احتمال انها تشعر سلبا اثناء أو بعد العلاقة أو أن هناك عائق في تواصلهم يفسد المتعة ويقلل رغبتها لهذه العلاقة.

2. اختيار الحديث المناسب في الوقت المناسب:

أتوقع أنه من الصعب عليك أو على أي زوج/ة آخر أن تستمر في علاقة لا تستطيع فيها النقاش، ولكن يجب معرفة ما سبب عدم قدرتك على الدخول فى نقاش وإنهائه بالشكل الصحيح الذي يؤتى بثماره.

    لا ينتج عن ضعف القدرة على التواصل سوء العلاقة الزوجية فحسب، ولكن للأسف يؤدي أيضًا إلى فشل الاستمرار فى العلاقة تماما.

   لا تفعل الأخطاء نفسها فى كل مرة.. فأثناء عودتك للمنزل من العمل مرهقاً أو عصبيا لسبب أو لآخر مثل وجود مشكلة بالعمل أو زحمة السير أو عراك مع أحد الزملاء لا تتحدث حتى تهدأ وحاول التقليل من حدة انفعالك الذي قد يظهر بنبرة صوتك أو في نظرتك وحكمك على أمر ما أو رد فعلك تجاه مشكلة بسيطة بالمنزل أو مع الأولاد.

   وأنتى كذلك إذا كنتي ترى أن الطرف الاخر على غير عادته أو ليس لديه القدرة على الحديث أو عقله مشغول أو انه يرجع دائما بهذا الشكل من العمل، فهذا ليس الوقت المناسب ابدًا في أخذ رأيه في شيء ما او أخباره عن مشكلة أو حكي موقف سلبي يزيد من شعوره بالضيق.

    وإذا كنت غير متأكد من تحديد الوقت المناسب للحديث مع شريكك، ما عليك سوى طرح سؤالا قبل الحديث هل لديك استعداد للحديث الآن...؟

   وأبتعد تماما عن الحديث عن القضايا السلبية أول شيء في الصباح، وعند المغادرة للعمل، وعند العودة إلى المنزل من العمل، وفي وقت النوم.

3. كن أيجابيا

     حاول مراقبة طريقة تفكيرك حول نفسك وحول شريكك وحول علاقتكم، أكتشف نظرتك السلبية حولهم وحاول تعديلها ،معظم مشاكلنا النفسية او مشاكل العلاقات سببها طريقة التفكير السلبية التى نفكر بها لذلك عليك القرار ان تتوقف من الان فصاعدا عن النظرة السلبية لنفسك وللاشخاص وللمواقف .

ولكى تستطيع مراقبة أفكارك راقب شعورك اذا وجدت نفسك تشعر أى شعورا سلبيا فتوقف قليلا وركز فيما تفكر الان ستكتشف الفكرة السلبية حاول تعديلها واذا لم تستطع فألجأ لمتخصص سيساعدك على اكتشاف تلك الافكار وتعليمك كيفية تعديلها والسيطرة عليها.

اذا استطعت فعل ذلك فسوف تلاحظ تغيرا مذهلا فى حياتك.

4. اصفح.. ولا تخزن من الماضى او (ولا تأتى بالماضى الى المستقبل)

كثيرا عندما نبدأ الجلسة العلاجية اجد ان احد الطرفين او كلاهما يبدأ بسرد مواقف من سنوات ماضية ! كيف مر كل هذا الوقت ولازلتم تتذكرون الموقف بحذافيره وتشعرون بنفس الضيق وكأنه حدث أمس؟!
نعم، ربما يكون حدث موقف مزعجا فى الماضى،غضبت وانفعلت تحدث وقتها وحاول حل الأمر لا تلقى اللوم على المخطئ وتتوقف حينها، يكفى ان نعرف اين الخطأ ومحاولة إصلاحه ثم نسيانه للأبد. ولكن من خلال الاستمرار في التعامل معه بنفس الطريقة، فما الذي تعتقد أن تحصل عليه؟

إذا كنت دائما تفعل ما فعلت دائما، فستحصل دائما على ما حصلت عليه دائما.

بدلا من تذكيره بهذا الموقف من حين لأخر كتأنيب طول الوقت حاول فعل العكس واذكر الافعال الجيدة التى قام بها وأشكره عليها واذكرها دائما حتى لو كانت أشياء بسيطة مثلا شراءه هدية لك أشكره كلما استخدمتها ، اشكره على إخراج القمامة أو مساعدتك فى المطبخ او التنظيف بعد العشاء ،على قبلته قبل النزول او فور الرجوع، حتى لا يشعر انها أصبحت حق مكتسب لك فيضطر إلى ايقافها او ان يشعر بأن ليس هناك قيمة لما يقوم به من ايجابيات طالما فقط تتذكر الماضى السئ ولا تتذكر الايجابى الذى بالتأكيد أكثر بكثير.

5. كن متفهما ومراعيا .

فى العلاقات دائما ما ننسى ان كل شخصا منا له شعوره واحتياجاته فنقييم على انفسنا ما يشعر به الاخرين فنقلل مما يشعر او نستخف به مثل عدم الشعور بتعب بالزوج واستيقاظه يوميا بنفس الموعد حتى لو ينم جيدا ومعاملته مع أشخاص بعقليات مختلفة وضغوط العمل الكثيرة والتعامل أن هذا الطبيعى ان تتعب وتأتى لنا بالمال فكل الرجال يصنعون ذلك!

وكذلك التقليل الدائم مما تقوم به الزوجة من واجبات المنزل من طعام وتنظيف وترتيب وتربية الاطفال وتعليمهم والاهتمام بجميع شئونهم ومتابعة مدرسيهم وتدريباتهم وحالتهم النفسية وترفيههم فيقول الزوج هذا ماكانت تفعله الامهات زمان دون كلل وهذا امرا طبيعيا .

ليس النساء جميعها امك ولا الرجال جميعهم أبوكِ فهذه زوجتك وهذا زوجك لكم ادوار مختلفة تماما غير دور الوالدين فتوقفوا عن المقارنة والتقليل مما يقوم به كل طرف.. تفهم واشعر بالامتنان واوصل له شكرك على قيامه بهذا الدور فى حياتك.

6. اهتم بتلبية رغباتك الجنسية.. ورغبات شريكك.

تركتها أخر نقطة لانه لا يسع لنا الحديث عنها فى نقطة فحسب وقد نتكلم عنها خاصة فى مقالات قادمة لانها اهم نقطة ومن أكثر عوامل نجاح العلاقة او فشلها فلم يأتى زوجين الى العيادة لديهم مشكلات زواجية الا وكانت هذه العلاقة متضررة تماما ويظل كل طرف يبحث عن سبب الضيق وكثرة المشكلات ومهملين تماما هذا الجانب من علاقتهم .

لا ادرى هل هذا إهمال او تجاهل او قلق من الحديث عنه او يغفلون عن دورها الحقيقى و اهميتها ولكن وللأسف 70% من المشكلات الزواجية سببها هو خلل العلاقة الحميمة ووجود مشكلات جنسية لدى احد الطرفين او كلاهما.

سوف أفسح لها مقالا منفردا فيما بعد ، ولكن الان حاول إعادة التفكير كيف كانت تلك العلاقة وكيف أصبحت ، حاول ان تتحدث مع شريك حياتك وتسأله ماذا يحب وكيف يستمتع وما لا يحبه فى هذه العلاقة، اسمعه جيدا وأسعى الى تغيير ذلك.

أخيرا، فقط خذ نفسا عميقا وأبقى فى ذهنك انك لا تعرف ما من الممكن ان يحدث غدا، لذلك حاول أن تكون ممتنا لما لديك ومن قرب شريكك منك ولما حصلت عليه حتى الان فى هذه العلاقة.

إذا كانت مجرد أشياء بسيطة تراكمها ادى الى تأثير سلبي كبير في زواجك، فابدأ في إجراء تغييرات صغيرة ستحقق فرق كبير.

وإذا كان زواجك في مشكله خطيرة، فلا تضيع يوم آخر دون البحث عن مساعدة من متخصص وابتعد عن بذلك مجهوداتك فى محاولات خاطئة مثل الحديث مع الاصدقاء والاهل والسماع لمن ليسوا مؤهلين حتى لا تكون علاقتك هى المتضررالوحيد فى ذلك.

وبدلا من التفكير فيما تكره فى شريكك فكر فيما تحب فيه وشاركه معه كل يوم